فصل: تفسير الآية رقم (19):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (12):

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)}
{ياأيها الذين ءَامَنُواْ إِذَا ناجيتم الرسول} أردتم مناجاته {فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نجواكم} قبلها {صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ} لذنوبكم {فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ} مَا تتصدَّقون به {فَإِنَّ الله غَفُورٌ} لمناجاتكم {رَّحِيمٌ} بكم، يعني فلا عليكم في المناجاة من غير صدقة، ثم نسخ ذلك بقوله:

.تفسير الآية رقم (13):

{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13)}
{ءَأَشْفَقْتُمْ} بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه، أي خفتم من {أَن تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نجواكم صدقات} لفقر {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُواْ} الصدقة {وَتَابَ الله عَلَيْكُمْ} رجع بكم عنها {فأَقِيمُواْ الصلاة وَءَاتُواْ الزكوة وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ} أي دوموا على ذلك {والله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

.تفسير الآية رقم (14):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14)}
{أَلَمْ تَرَ} تنظر {إِلَى الذين تَوَلَّوْاْ} هم المنافقون {قَوْماً} هم اليهود {غَضِبَ الله عَلَيْهِم مَّا هُم} أي المنافقون {مِّنكُمْ} من المؤمنين {وَلاَ مِنْهُمْ} من اليهود بل هم مذبذبون {وَيَحْلِفُونَ عَلَى الكذب} أي قولهم إنهم مؤمنون {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أنهم كاذبون فيه.

.تفسير الآية رقم (15):

{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15)}
{أَعَدَّ الله لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} من المعاصي.

.تفسير الآية رقم (16):

{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16)}
{اتخذوا أيمانهم جُنَّةً} ستراً عن أنفسهم وأموالهم {فَصَدُّواْ} بها المؤمنين {عَن سَبِيلِ الله} أي الجهاد فيهم بقتلهم وأخذ أموالهم {فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} ذو إهانة.

.تفسير الآية رقم (17):

{لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17)}
{لَن تُغْنِىَ عَنْهُمْ أموالهم وَلاَ أولادهم مِّنَ الله} من عذابه {شَيْئاً} من الإِغناء {أولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون}.

.تفسير الآية رقم (18):

{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)}
اذكر {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ الله جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ} أنهم مؤمنون {كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ على شَئ} من نفع حلفهم في الآخرة كالدنيا {أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الكاذبون}.

.تفسير الآية رقم (19):

{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)}
{استحوذ} استولى {عَلَيْهِمُ الشيطان} بطاعتهم له {فأنساهم ذِكْرَ الله أولئك حِزْبُ الشيطان} أتباعه {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشيطان هُمُ الخاسرون}.

.تفسير الآية رقم (20):

{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20)}
{إِنَّ الذين يُحَادُّونَ} يخالفون {الله وَرَسُولَهُ أولئك فِي الأذلين} المغلوبين.

.تفسير الآية رقم (21):

{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)}
{كَتَبَ الله} في اللوح المحفوظ أو قضى {لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى} بالحجة أو السيف {إِنَّ الله قَوِىٌّ عَزِيزٌ}.

.تفسير الآية رقم (22):

{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}
{لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر يُوَادُّونَ} يصادقون {مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ} أي المحادّون {ءَابَاءَهُمُ} أي المؤمنين {أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إخوانهم أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} بل يقصدونهم بالسوء ويقاتلونهم على الإِيمان كما وقع لجماعة من الصحابة رضي الله عنهم {أولئك} الذين لا يوادّونهم {كَتَبَ} أثبت {فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ} بنور {مِنْهُ} تعالى {وَيُدْخِلُهُمْ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا رَضِىَ الله عَنْهُمْ} بطاعته {وَرَضُواْ عَنْهُ} بثوابه {أولئك حِزْبُ الله} يتبعون أمره ويجتنبون نهيه {أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون} الفائزون.

.سورة الحشر:

.تفسير الآية رقم (1):

{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} أي نزهه فاللام مزيدة وفي الإتيان بـ (ما) تغليب للأكثر {وَهُوَ العزيز الحكيم} في ملكه وصنعه.

.تفسير الآية رقم (2):

{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2)}
{هُوَ الذي أَخْرَجَ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب} هم بنو النضير من اليهود {مِن ديارهم} مساكنهم بالمدينة {لأَوَّلِ الحشر} هو حشرهم إلى الشام وآخره أن أجلاهم عمر في خلافته إلى خيبر {مَا ظَنَنتُمْ} أيها المؤمنون {أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ} خبر أن {حُصُونُهُم} فاعله تم به الخبر {مِنَ الله} من عذابه {فأتاهم الله} أمره وعذابه {مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ} لم يخطر ببالهم من جهة المؤمنين {وَقَذَفَ} ألقى {فِي قُلُوبِهِمُ الرعب} بسكون العين وضمها، الخوف بقتل سيدهم كعب بن الأشرف {يُخْرِبُونَ} بالتشديد والتخفيف من أخْرب {بُيُوتَهُمْ} لينقلوا ما استحسنوه منها من خشب وغيره {بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى المؤمنين فاعتبروا ياأولى الأبصار}.

.تفسير الآية رقم (3):

{وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)}
{وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ الله} قضى {عَلَيْهِمُ الجلاء} الخروج من الوطن {لَعَذَّبَهُمْ فِي الدنيا} بالقتل والسبي كما فعل بقريظة من اليهود {وَلَهُمْ فِي الأخرة عَذَابُ النار}.

.تفسير الآية رقم (4):

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4)}
{ذلك بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ} خالفوا {الله وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقّ الله فَإِنَّ الله شَدِيدُ العقاب} له.

.تفسير الآية رقم (5):

{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)}
{مَا قَطَعْتُمْ} يا مسلمون {مِّن لِّينَةٍ} نخلة {أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً على أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ الله} أي خيّركم في ذلك {وَلِيُخْزِىَ} بالإِذن في القطع {الفاسقين} اليهود في اعتراضهم أن قطع الشجر المثمر فساد.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6)}
{وَمَا أَفَاءَ} ردّ {الله على رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ} أسرعتم يا مسلمون {عَلَيْهِ مِنْ} زائدة {خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} إبل، أي لم تقاسوا فيه مشقة {ولكن الله يُسَلِّطُ رُسُلَهُ على مَن يَشَاءُ والله على كُلِّ شَئ قَدِيرٌ} فلا حقّ لكم فيه ويختص به النبيّ صلى الله عليه وسلم ومن ذكر معه في الآية الثانية من الأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أنَّ لكل منهم خمس الخمس وله صلى الله عليه وسلم الباقي يفعل فيه ما يشاء فأعطى المهاجرين وثلاثة من الأنصار لفقرهم.

.تفسير الآية رقم (7):

{مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}
{مَّا أَفَاءَ الله على رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القرى} كالصفراء ووادي القرى وينبع {فَلِلَّهِ} يأمر فيه بما يشاء {وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى} صاحب {القربى} قرابة النبي من بني هاشم وبني المطلب {واليتامى} أطفال المسلمين: الذين هلكت آباؤهم وهم فقراء {والمساكين} ذوي الحاجة من المسلمين {وابن السبيل} المنقطع في سفره من المسلمين، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والأصناف الأربعة على ما كان يقسمه من أن لكل من الأربعة خمس الخمس وله الباقي {كَى لاَ} كي بمعنى اللام وأن مقدّرة بعدها {يَكُونَ} الفيء علة لقسمه كذلك {دُولَةً} متداولاً {بَيْنَ الأغنياء مِنكُمْ وَمَا ءاتاكم} أعطاكم {الرسول} من الفيء وغيره {فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنْهُ فانتهوا واتقوا الله إِنَّ الله شَدِيدُ العقاب}.

.تفسير الآية رقم (8):

{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8)}
{لِلْفُقَرَاءِ} متعلق بمحذوف، أي أعجبوا {المهاجرين الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن ديارهم وأموالهم يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ الله ورضوانا وَيَنصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ أولئك هُمُ الصادقون} في إيمانهم.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)}
{والذين تَبَوَّءُو الدار} أي المدينة {والإيمان} أي ألفوه وهم الأنصار {مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً} حسداً {مّمَّا أُوتُواْ} أي آتى النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين من أموال بني النضير المختصة به {وَيُؤْثِرُونَ على أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} حاجة إلى ما يؤثرون به {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ} حرصها على المال {فأولئك هُمُ المفلحون}.

.تفسير الآية رقم (10):

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}
{والذين جَاءُو مِّن بَعْدِهِمْ} من بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة {يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا ولإخواننا الذين سَبَقُونَا بالإيمان وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ} حقداً {لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.

.تفسير الآية رقم (11):

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (11)}
{أَلَمْ تَرَ} تنظر {إِلَى الذين نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب} وهم بنو النضير وإخوانهم في الكفر {لَئِنْ} لام قسم في الأربعة {أُخْرِجْتُمْ} من المدينة {لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ} في خذلانكم {أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ} حذفت منه اللام الموطئة {لَنَنصُرَنَّكُمْ والله يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لكاذبون}.

.تفسير الآية رقم (12):

{لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (12)}
{لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ} أي جاؤوا لنصرهم {لَيُوَلُّنَّ الأدبار} واستغنى بجواب القسم المقدّر عن جواب الشرط في المواضع الخمسة {ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} أي اليهود.